حقيقة التغيرات
البيئية
أولا :التغير لغة:
والتغير
من غير ومنه تغير الشيء: أي تحول وتبدل، والتغيير التبديل والتحويل واستبدال
الشيء بغيره. وغيره : حوله وبدله، كأنه جعله غير ما كان. وفي التنزيل العزيز
"ذلك بأن الله لم يك مغيرا نعمة أنعمها على قوم حتى يغيروا ما بأنفسهم"[1]، قال ثعلب ومعناه: حتى يبدلوا ما أمرهم الله
وتغايرت الأشياء: اختلفت .. وغير الدهر: أحواله المتغيرة، وورد في الحديث الاستسقاء "ومن يكفر الله
يلق الغير" أي تغير الحال وانتقالها من الصلاح إلى الفساد[2].
ثانيا: البيئة لغة:
أما
البيئة: يرجع الأصل اللغوي لكلمة البيئة
إلى الفعل بوأ، الذي أخذ منه الفعل الماضي
باء، باء إلى الشيء يبوء بوءا.
وتبوأ:
نزل وأقام، تقول تبوأ فلان بيتا، أي اتخذ منزلا، وفي القرآن الكريم "أن تبوءا لقومكما بمصر
بيوتا"[3] أي اتخذا
بيوتا لهم.
والاسم منه:
البيئة والمباءة، بمعنى المنزل[4].
o
وقد
ذكر ابن منظور لكلمة تبوأ معنيين قريبين من بعضهما:
·
الأول:
بمعنى إصلاح المكان و تهيئته للمبيت فيه . قيل (تبوأه): أصلحه وهيأه، وجعله ملائما لمبيته، ثم اتخذه محلا له.
·
والثاني:
بمعنى النزول والإقامة، كأن تقول: (تبوأ
المكان) أي حله ونزل فيه وأقام به، وقوله
تعالى: "والذين تبوءوا الدار والإيمان"[5]،
أي الذين سكنوا المدينة من الأنصار،
واستقرت قلوبهم وقد يكون أراد: وتبوءوا مكان الإيمان وبلد الإيمان[6].
وتأتي
بمعنى: منزل القوم، الحالة، الهيئة،
الوسط الذي يعيش فيه الإنسان: "البيئة الاجتماعية والبيئة الثقافية[7].
ثالثا: البيئة اصطلاحا:
هي
تعني: مجموعة الظروف والمؤثرات الخارجية التي
لها تأثير في حياة الكائنات (بما فيها الإنسان). وقد
ذكر في كتابه أن المفهوم الحديث للبيئة الإيكولوجية البيئة: بـأنها الوسط أو المجال
المكاني الذي يعيش فيه إنسان؛ بما يضم من ظاهرات طبيعية وبشرية يتأثر بها ويؤثر
فيها، وبعبارة أخرى: البيئة هي كل ما تخبرنا
حاسة به السمع والبصر والشم والتذوق
واللمس، سواء أكان هذا من خلق الله
(الظاهرات الطبيعية) أم من صنع الإنسان (الظاهرات البشرية)، وهي الوسط الطبيعي ( الجغرافي والمكاني والإحيائي)
الذي يعيش فيه الكائن الحي، بما في ذلك
الإنسان وللإشارة إلى المناخ الاجتماعي ( السياسي والأخلاق والفكري ) المحيط
بالإنسان[8].
[1] سورة الأنفال، أية: (
53).
[2] جبران مسعود/ الرائد
(421).
[3] سورة يونس، أية: (87).
[4] ابن منظور/ لسان العرب(
381 ،382،3).
[5] سورة الحشر، أية: (9).
[6] القفي / البيئة ومشاكلها
وقضاياها وحمايتها من التلوث، ص/8،9؛ابن منظور/ لسان العرب (1380).
[7] جبران مسعود/ الرائد (344).
[8] البيئة ومشاكلها وقضاياها وحمايتها من التلوث، ص817،1.
Total Download | (0) |
---|---|
111 | 23 |
No review found yet