الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام
على أشرف الأنبياء والمرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد:
كثير من الناس
يجهلون حتى اليوم مدى أثر الإعلام على المجتمع والناس والأجيال ويعتبرون الوسائل
الإعلامية مجرد وسائل للتثقيف والتسلية غافلين عن عمق بصماتها وعظيم أثرها في
تكوين عقليات الناس ونفسياتهم وسلوكهم وبالتالي في تحديد نمط حياتهم.
ولهذا نحن قل أن
نرى اهتماما من المسئولين والآباء وأولياء الأمور بتوجيه وسائل الإعلام ومراقبتها
وباختيار ما يصلح منها لأجيالهم وأبنائهم، فأبناؤنا هم الذين يختارون الكتاب الذي
يقرؤون والقصة أي يبتاغون والإذاعة التي يسمعون وبرامج التلفزة الذي يرغبون بدون
حسيب ولا رقيب.
وإذا علمنا أن
وراء سائل الإعلام هذه في أكثر الأحيان نوايا خبيثة ومخططات مدروسة تهدف
إلى قتل شخصيتنا وقطعنا عن تراثنا وتاريخنا وتسميهم أفكارنا وتشويه أخلاقنا ونشر
الرذيلة والفاحشة بيننا إذا علمنا ذلك ثم لم نبادر لوقف هذا المخطط الرهيب الذي
يتهددنا جميعا وبكل وسيلة تكون في الحقيقة شركاء في الجريمة ومسئولين عن الانهيار
الذي يصيب أبنائنا وعن الأمراض التي تستشري في
مجتمعنا.
لقد شهد العالم
في القرن العشرين العديد من الثورات والتغيرات في مجالات الحياة المختلفة سواء
كانت اجتماعية أو سياسية أو اقتصادية أو في مجالات الاتصال والتطور التكنولوجي
الكبير والأقمار الصناعية التي جعلت العالم كالقرية الصغيرة حيث استطاع الإنسان عن
طريقها أن يشاهد كل ما يدور في العالم من أحداث وتطورات وتغيرات والسؤال الذي يطرح
نفسه هو هل هذه الوسائل استخدمت لمصلحة الإنسان واحترام عقله وتقديم المعلومات والبرامج
الدينية بمعناها الحقيقي حيث أن هذه الوسائل ظهرت من خلالها العديد من الظواهر
والسلوكيات التي أصبحت تقلق الكثير من المجتمعات وأدت إلى زيادة معدلات الجريمة
والانحراف على مستوى العالم وعلى مستوى مجتمعنا الفلسطيني الذي يتميز بهرم سكاني
شاب حيث بلغ نسبة الشباب فيه من 15 – 35 وهذا يعني سهولة التأثير عليهم خصوصا من
العوامل الخارجية ونتيجة لزيادة معدلات والانحراف ولذلك نجد أن من بين المهتمين هم
علماء النفس وعلماء الاجتماع ونحن في هذا البحث أردنا أن نسهم في هذا المجال وأن
نوجه الأنظار إلى دور وسائل الإعلام في التأثير على السلوك الأخلاقي والاجتماعي
لدى الشباب في المجتمع الفلسطيني.
Total Download | (0) |
---|---|
222 | 222 |
No review found yet