الإطار النظري
والدارسات السابقة
المبحث الاول /المناخ
التنظيمي
o
مفهوم المناخ التنظيمي:
اهتمت الدراسات
والاتجاهات الفكرية المعاصرة في دراسة السلوك التنظيمي بشكل كبير بالمناخ التنظيمي
إذ أنه يتضمن كافة المتغيرات السائدة في إطار العمل من قيم فكرية وعادات وآثار حضارية
وأبعاد مادية تؤثر بشكل أساسي على السلوك التنظيمي للأفراد والجماعات والمنظمات.
(بحر، 2005: ص259)
ولقد تباينت نظرة
الباحثين لمفهوم المناخ التنظيمي، فبعضهم أكد على خصائص البيئة الداخلية في تحديد
طبيعة المناخ التنظيمي، حيث حددوا مفهوم المناخ التنظيمي على أنه تلك الخصائص التي
تُميز البيئة الداخلية للمنظمة، دون الإشارة للبيئة الخارجية وأثرها وانعكاساتها
على المناخ التنظيمي للمنظمة، ومنهم من تطرّق للبيئة الخارجية بالإضافة للبيئة
الداخلية في تحديد طبيعة المناخ التنظيمي، كذلك هناك من حدّد المناخ التنظيمي بالعوامل
والظروف الاجتماعية والنفسية السائدة في المنظمة، وهناك من أشار أيضاً للعوامل
المادية داخل المنظمة بالإضافة للظروف الاجتماعية والنفسية السائدة فيها.
كما عرفه بحر على
أنه مجموعة السمات والخصائص التي تتسم بها بيئة المنظمة والتي تؤثر في الأطر
السلوكية للأفراد والجماعات والمنظمات على حد سواء والتي يتحدد بمقتضاها سبل الرضا
والتحفيز والتي تؤثر على كفاءة وفعالية المشروع في تحقيق الأهداف.
(بحر، 2005: ص260)
ومن خلال استعراض
التعريفات السابقة يمكن تعريف المناخ التنظيمي بأنه مجموعة من العناصر والخصائص
المميزة للمنظمة والتي يدركها العاملون من خلال تفاعلهم مع المتغيرات التنظيمية في
بيئة العمل ومع الأفراد الآخرين، وتتمتع هذه الخصائص بقدرتها على التأثير على
دوافع العاملين وسلوكياتهم.
ونشير هنا إلى أن
الباحثين ركزا في دراستهما على العوامل البيئية الداخلية فقط ولم يتم التطرق
للبيئة الخارجية لأنه لا يمكن التحكم بها.
o
عناصر وأبعاد المناخ التنظيمي:
يعتبر المناخ
التنظيمي بيئة العمل الداخلية بمختلف متغيراتها وخصائصها وتفاعلاتها حيث أن هذا
المناخ يلعب دوراً مهماً في تحديد السلوك الأخلاقي والوظيفي للأفراد العاملين من
ناحية تشكيل وتعديل وتغيير القيم والعادات والاتجاهات والسلوك....الخ.
ويختلف المناخ
التنظيمي من منظمة لأخرى وذلك باختلاف التجارب والخدمة والقيم السائدة لدى
العاملين والتي تؤثر بدورها على عاداتهم السلوكية، ويعتبر المناخ التنظيمي مقياساً
لشخصية المنظمة بكل أبعادها ومن ثم إذا استطاعت المنظمة أن توجد مناخاً تنظيمياً
ملائماً تستطيع أن تصل به إلى تحقيق أهدافها وأن تشعر بالثبات والاستقرار للأفراد
والتنظيم على حد سواء وكل هذا يؤدي بدوره إلى تحقيق الرضا لدى العاملين وشعورهم
بأهميتهم ومن ثم رفع الروح المعنوية لهم والتي بدورها تؤدي إلى زيادة الانتماء
والولاء للمنظمة وعلى العكس تماماً في المنظمة التي لا توفر مناخاً تنظيمياً جيداً
بحيث لا يكون هناك انسجام وتعاون بين العاملين من جهة وبين العاملين والإدارة من
جهة أخرى ستكون هناك نتائج سلبية بحيث تنخفض الروح المعنوية للعمال و يقل الرضا الوظيفي
الذي يؤدي بدوره إلى انخفاض الانتماء والولاء التنظيمي وكل هذا سيكون له أثر مباشر
على أداء العاملين ومن ثم أداء المنظمة، وبالتالي على السلوك التنظيمي. ومن هنا
يتضح لنا مدى أهمية الدور الذي يلعبه المناخ التنظيمي في تحقيق أهداف المنظمة
والعاملين فيها.
حيث حدّد بحر عناصر
وأبعاد المناخ التنظيمي بما يلي:
1. متطلبات الأداء
الوظيفي للعمل: بحيث تكون قادرة
على خلق الإبداع والابتكار في الأداء أي أن تكون بعيدة عن الروتين والملل والرقابة
التي تعمل على قتل المبادرة والإبداع لدى العاملين داخل المنظمة.
2. التدريب: حيث أنه يلعب دوراً أساسياً وجوهرياً في
تنمية المهارات البشرية التي تعتمد المنظمة عليها في تحقيق أهدافها ولهذا يعتبر
الاستثمار في الموارد البشرية من أهم الاستثمارات التي تعتمدها المنظمة التي تسعى
إلى تحقيق الأهداف في الأجل الطويل.
3. أسلوب الإدارة في
التعامل مع العاملين: بحيث يكون هذا
الأسلوب معتمداً على المشاركة في اتخاذ القرارات وتشجيعهم على الإخلاص والصدق في
العمل وهذا كله بدوره يؤدي إلى زيادة الانتماء والولاء للمنظمة.
4. أنماط السلطة
الإدارية: أي ما هو النمط
المتبع في المنظمة للتعامل مع العاملين، هل تتبع المركزية؟ أم اللامركزية، فإتباع
المركزية قد يؤدي إلى الملل ووجود التسلط من قبل الإدارة هذا على عكس إتباع
الإدارة اللامركزية.
5. المرونة في التنظيم
وقدرته على التأقلم مع المتغيرات البيئية الخارجية: بحيث يكون هناك توازن وتكيف تستطيع من خلاله
الإدارة أن تصل إلى تحقيق الأهداف المنشودة.
6. أساليب التحفيز: أي لا بد على الإدارة من استخدام أساليب
تحفيزية مختلفة حيث أن العامل عندما يحصل على مكافأة نتيجة أداءه عمل ما، فإنه
سيحاول تكرار هذا السلوك في المرات القادمة ومن ثم زيادة الانتماء والولاء
للمنظمة، ويجب أن تعتمد الإدارة استخدام عدة طرق في عملية التحفيز منها ما هو مادي
ومنها ما هو معنوي ويجب أن تكون الحوافز شاملة لكل العاملين داخل المنظمة.
7. الاستقرار والأمن
الوظيفي: وتتمثل بمختلف
أبعاد الضمان الاجتماعي والصحي والمنافع الوظيفية حيث أن هذه الأمور من شأنها أن
تخلق استقراراً نفسياً وتساهم برفع الروح المعنوية للأفراد وتؤدي إلى تحسين الأداء
وزيادة الإنتاجية.
Total Download | (0) |
---|---|
100 | 152 |
No review found yet